قال: (والفقر والغنى حالان يعرضان للعبد باختياره تارة، وبغير اختياره أخرى). يعني: ليسا حالين دائمين، بل هما حالان يعرضان للعبد إما باختياره، وإما بغير اختياره، فمثال الاختيار: أن يعطي الله تبارك وتعالى رجلاً مالاً عظيماً وفيراً من ميراث أو غيره، ولكنه يتصدق به كله، وينسلخ من ماله كله، فهذا هو الذي اختار الفقر، أو يختار الغنى. وقد يكون بغير اختياره، كإنسان يكدح ويجد من أجل المال ولا يحصل عليه، بل يظل فقيراً، أو يكدح ويجتهد فيأتيه المال، ويجتهد فينموا ماله ويكثر، فيكون أيضاً باختياره، وهذا من فضل الله عز وجل، فأحياناً يكون باختياره، وأحياناً تكون هذه الحالة بغير اختياره. يقول: (كالمقام والسفر). يعني: قد تقيم، وقد تسافر، فأحياناً تكون إقامتك أفضل، وأحياناً يكون سفرك أفضل، فليس هناك قاعدة مطلقة. قال: (والصحة والمرض). فقد يعرض لك المرض، وقد تعرض لك العافية منه، فأحياناً يكون هذا، وأحياناً يكون هذا، وربما كان هذا باختيارك، وربما كان هذا بغير اختيارك، أو بتفريط منك فيه. قال: (والإمارة والائتمار). فالإنسان قد يكون أميراً، وقد يكون مأموراً، ولا إطلاق في ذلك. قال: (والإمامة والائتمام).